"أولغا".. طالبة أوكرانية تروي تجربتها مع "متلازمة اللاجئ"
"أولغا".. طالبة أوكرانية تروي تجربتها مع "متلازمة اللاجئ"
"أولغا" طالبة طب، تبلغ من العمر 20 عامًا، كانت تدرس في كييف، لكنها الآن واحدة من ملايين اللاجئين من أوكرانيا الذين فروا بسبب الهجوم العسكري الروسي والذين يبحثون عن الحماية في بولندا.
بعد رحلة استغرقت 20 ساعة إلى بولندا، بما في ذلك ساعتان أمضتها في الانتظار عند المعبر الحدودي في البرد والثلج، بدأت أولغا تتصالح مع واقع وضعها.
تقول: "لقد سمعت عن هذه الحالة المسماة (متلازمة اللاجئ) وأعتقد أنني أشعر بالآثار الآن.. حتى الآن، لم أجد طريقة للحفاظ على هدوئي.. أشعر بالخوف طوال الوقت.. يحتاج الأشخاص مثلي إلى دعم الصحة العقلية لأننا نشعر بالارتباك التام والضياع".
وتضيف أولغا: "والدتي هي نفسها تبكي، وتتحقق من الأخبار على هاتفها وليس لديها أدنى فكرة عما سيحدث بعد ذلك، أختي الصغيرة أيضًا، فهي لا تريد اللعب أو التعامل مع أي شخص، إنها تريد فقط العودة إلى المنزل".
وبنبرة يملؤها الحزن تقول أولغا: "في الوقت الحالي، ليس لدى ملايين اللاجئين في أوكرانيا أي فكرة عن موعد أو ما إذا كان سيتمكنون من العودة إلى ديارهم، ولا متى سيرون في المرة القادمة الأزواج والأبناء والآباء الذين اضطروا للبقاء في البلاد للقتال".
تقول: "عمتي مختبئة في القبو، ليس لديهم طعام أو هواتف محمولة، لذلك نصلي كل يوم من أجل أنهم ما زالوا على قيد الحياة، لكننا نسمع طوال الوقت عن عمليات إطلاق النار والتفجيرات التي تحدث هناك.. أنا قلقة حقا عليهم".
"سلمى سيفكلي" هي خبيرة في فرق الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي، التي تم نشرها من قبل منظمة الصحة العالمية في بولندا لتنسيق استجابة الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
تقول سلمى: "إننا نرى أشخاصًا يصلون خائفين ومكتئبين، على الرغم من أنهم يشعرون بالأمان لوجودهم في بولندا، إلا أنهم يواجهون مستقبلًا غير مؤكد وهم قلقون بطبيعة الحال على الأشخاص الذين تركوا وراءهم.. العديد من الأشخاص الذين تحدثت إليهم في مراكز الاستقبال المختلفة وعند المعابر الحدودية على طول الحدود البولندية هم في حالة عبور، لم تنتهِ رحلاتهم ولا يزال أمامهم المزيد من التحديات".
وتروي "أولغا": “لقد وصلنا للتو إلى بولندا، إنه يومنا الأول هنا، إنني أدرك أن أكثر من مليوني أوكراني قدموا بالفعل إلى بولندا، جميع أصدقائي ممتنون جدًا للرعاية الصحية والطعام ولعب الأطفال والملابس، لدينا كل ما نحتاج إليه حتى الآن في مركز الاستقبال هذا، وأنا أيضا محظوظة فلدي صديق ينتظرني هنا في بولندا سيأتي ويأخذني”.
تمتلك سلمى ثروة من المعرفة والخبرة في الطريقة التي يتأقلم بها الناس وكيف يمكن دعمهم للتكيف عندما يواجهون الكثير من عدم اليقين والقلق في حياتهم.
وتقول: "في حالات الطوارئ، تعتمد كيفية تفاعل الناس مع المواقف المعاكسة على تجربتهم السابقة، ومرونتهم، وأي حالات صحية عقلية سابقة أو حالية، والدعم الذي يتلقونه".
وتضيف: "مشاعر الضيق والخوف والقلق هي ردود فعل طبيعية تمامًا على المِحَن وعادة ما تتحسن بمرور الوقت بدعم، لقد أعطيت النساء اللاتي التقيتهن نصائح للمساعدة في التعامل مع هذه المشاعر، المهم هو أننا نعمل معهم لمعالجة حالة عدم اليقين السائدة"
وتتابع: "في وضعهن، الاستماع إليهن بعناية لفهم آليات التكيف التي يستخدمنها وإيجاد طرق لتفعيلها، السماح لهن بالتعبير عن مشاعرهن، وربطها بالخدمات الضرورية مع الحرص على عدم إعطاء اقتراحات خاطئة أو أمل كاذب، بهذه الطريقة فقط يمكننا المساعدة في تقليل الآثار النفسية للأزمة على الناس وتجنب تحولها إلى مشكلات أو اضطرابات نفسية أكثر تعقيدًا فيما بعد".
وخلال زيارتها لمأوى اللاجئين، التقت سلمى مع أولغا وتمكنت من إعطائها بعض النصائح المفيدة، تقول سلمى: "قد تشعر أن هذا أمر ساحق في الوقت الحالي، لكنك تعلم أن هذا أمر طبيعي، افعل أي شيء يساعدك على الحفاظ على الهدوء والشعور بالأمان، وهذا يعني تقليل تعرضك للأخبار، والتأكد من أنك تأكل جيدًا، والقيام بالأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء، فريقنا موجود هنا لفهم احتياجاتك ودعمك حيثما أمكن ذلك".
وأنشأت منظمة الصحة العالمية مجموعة عمل فنية للصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في بولندا، لتنسيق خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، لفهم الاحتياجات وتقديم التوجيه وتقديم الدعم الفني اللازم للشركاء.